من المعروف بين الاقتصاديين و المستثمرين أن الاحتياطي الفيدرالي في مهمة مستحيلة للسيطرة علي التضخم دون ان يلحق اضرارآ واسعة النطاق بالاقتصاد.

و لكن في ارض الواقع فإن البنك المركزي قد يكون لديه الحل للتقليل من التضخم بشكل اسهل و اسرع من المتوقع.

منذ جائحة كورونا بدأ التحول في التركيبات السكانية و التغير في مخزونات الوحدات السكنية و التطور في المعايير الثقافية كلها اشياء جعلت تأسيس البيوت و الأسر الجديدة عمليه مرنه اكثر من اي وقت مضي.

في وقت سابق من هذا العام بدأ الاحتياطي الفيدرالي في رفع الفائدة و كان هناك قلق ان تأتي تلك المحاولة بنتائج عكسية.

و بسبب سياسة الاحتياطي الفيدرالي في تشديد سياسة النقدية ادي الي ارتفاع في تمويل الرهن العقاري مما ادي الي انخفاض الطلب علي المنازل.

و بسبب قلة شراء المنازل ادي الي تصاعد اسعار الإيجارات و هنا كانت المشكلة إذ أن اكبر مكون في التضخم الاساسي هو زيادة تكلفة المأوي او تكلفة الإسكان التي يتحملها المستهلك.

و كانت المشكلة هنا هي كيف يخفض الاحتياط الفيدرالي التضخم الاساسي و كانت الإجابة هي زياده البطالة, و بزيادة البطالة سيضطر الكثير من الشباب في العوده مري اخري الي اسرهم او مشاركة أخرين في السكن.

و بسبب ذلك اصبحت مهمة الاحتياطي الفيدرالي اسهل, بحيث أن تأسيس البيوت الجديدة اصبح ابطأ بكثير.

و بسبب جائحة كورونا حدثت طفره في تكوين الأسر الجديدة إذ اصبحت ترتيبات المعيشة المشتركة ضيقة من حيث المساحة, و مع الاغلاق الذي انتجته الجائحة ارتفعت معدلات العمل من المنزل.

و بسبب القدرة علي العمل عن بعد و الأموال الإضافية التي جري ضخها منها, اتاحت تلك الفرصه لعدد اكبر من الأشخاص للبحث عن منازل اكبر حجمآ بعيدآ عن المراكز المعمارية.

و ادي ذلك الي نمو مساحة المنازل الجديدة مما ادي الي قدرة عدد كبير من الاميركيين حصوصاً الاكثر استقراراً علي إستضافة الاهل و الاصدقاء.

و ذلك ادي الي انتقال نصف العدد الإجمالي للشباب الي العيش مع ذويهم, و بسبب إغلاق الحرم الجامعي للطلاب ادي ذلك الي عودتهم الي منازل عائلاتهم للعيش معهم.

تلك التحولات التي انتجاتها الجائحة مثل مرونة العمل و تغيير مساحة المنازل ة تغير المعايير الثقافية جعلت عملية تأسيس البيوت أكثر حساسية تجاه الاوضاع السياسية في الماضي.

في الختام من المتوقعان يبطئ زيادة اسعار الفائدة عمليات البناء, و مع قلة الطلب علي الشقق السكنية فإنه سيؤدي الي تخطي عدد المنازل الجديدة معدل تأسيس البيوت الجديدة للعام او العامين القادمين.

و يعتمد كيفية تراجع التضخم علي مدي حزم الاحتياطي الفيدرالي في الإمساك بزمام الاقتصاد, إذ قرر الفيدرالي رفع الفئدة الاساسية الي 4.50ـ 4.75  و بعدها توقف, ة ربما ذلك يكون كافياً لخفض تضخم الإسكان الي  مستوي 2%ـ 3% بحلول اوائل 2024.